9-4-2025 الأربعاء
رغم فقداننا لأحد زملائنا الأعزاء نتيجة الاستهداف المباشر، ورغم المخاطر اليومية التي نواجهها في الميدان، لا يزال فريق “نَفَس للتمكين” بالتعاون مع منظمة Americares يواصل تقديم جلسات الدعم النفسي والاجتماعي في مراكز الإيواء القسرية بخان يونس، جنوب قطاع غزة.
نحن نعمل في بيئة محفوفة بالخطر، تحت تهديد دائم من القصف العشوائي والاستهداف المتعمد للمدنيين، ضمن سياق إبادة جماعية ممنهجة تطال كل ما هو حي في غزة، ومع ذلك، فإن التزامنا الإنساني يدفعنا للاستمرار، لأننا نؤمن أن كل لحظة دعم نقدمها قد تصنع فارقًا في حياة طفل يعيش تحت وطأة الحرب.
الأطفال في هذه الملاجئ لا يعيشون طفولتهم، بل يواجهون صدمات تفوق قدرتهم على الاستيعاب. جلسات الدعم التي ننفذها ليست مجرد أنشطة، بل هي مساحات آمنة للبكاء، للتعبير، لاستعادة شيء من الأمان النفسي المسلوب.
ورغم الحزن الذي يثقل قلوبنا، ورغم الخسارة التي نكابدها كفريق، فإننا نجد في عيون الأطفال، وفي ضحكة واحدة تنبت من بين الركام، ما يدفعنا إلى التمسك بأملنا، والاستمرار في أداء رسالتنا. فالمعركة هنا ليست فقط من أجل البقاء، بل من أجل حماية ما تبقى من إنسانيتنا.
حماية الطفولة لا تقتصر على توفير مأوى وطعام، بل تتطلب بيئة نفسية تعيد للطفل شعوره بقيمته، وأحقيته بالحياة، رغم كل شيء.